الوجودية: existentialism

الوجودية: existentialism

أحد أهم التيارات المثالية الذاتية في الفلسفة البرجوازية المعاصرة. وتتسم الوجودية بنزعتها اللاعقلانية. ويعتبر باسكال من أنسابها البعيدين. أما جذورها فتضرب في مذهب كيركيجور الديني الصوفي وفي الفينومينولوجيا وفلسفة الحياة. وقد ظهرت الأفكار الوجودية في روسيا بعد فشل ثورة 1905، وذلك في أعمال برديايف وشيستوف. وبعد الحرب العالمية الأولى نمت الوجودية في ألمانيا (ياسيرز، هايدغر). وبعد الحرب العالمية الثانية صارت اتجاها فلسفياً رائجاً، وانتابتها ، في الوقت ذاته ، أزمة عميقة، وراحت تمزقها التناقضات الداخلية. فتبلورت الوجودية عن تيارين، يعنى أولهما بالقضايا الدينية ("الوجودية الدينية" – ياسبرز، مارسيل، بوبر)، في حين يعلن ثانيهما قطيعته معها ""الوجودية الملحدة"- هايدغر، سارتر). وفي حين بقي أنصار التيار الأول وجوديين متسقين، فإن أنصار التيار الثاني عدلوا بعض طروحاتهم وهذبوا مذاهبهم. وقد مارست الوجودية تأثيراً كبيراً على الأدب والسينما والمسرح في البلدان الرأسمالية. وجاء إبداع ريكله وسارتر وكافكا وكامو مفعما بالأفكار الوجودية. ويشكل الوجود أهم مفاهيم هذه الفلسفة. وهو يعني الوجود الداخلي للانسان، توجه الشخصية الاساسي ، اللاشعوري على الأغلب. إنه بديل الفهم المسيحي للنفس. فليس بوسع الإنسان إدراك "الوجود" ووعيه إلا عندما يتبدى هذا الوجود كما لو كان أبدياً، وعندما يكرس الانسان حياته لتخليصها. فعندما يكون الانسان غارقاً في عالم الاهتمامات اليومية تبقى "أنا"ه الحقة دون تكشف. فهو يخضع لوسط عديم الملامح الشخصية، ويفقد فرادته واستقلاليته، ويتصرف كما يتصرف الآخرون، ويفكر كما يفكرون. فقط الخوف من "العدم"، والاحساس بعبثية الوجود بطلانه يخلصان الانسان من هذه الحالة، ويدفعانه لتحويل النظر إلى وجوده الداخلي، ويؤديان به إلى الوجود الحق الأصيل. إن الخوف، عند الودجوديين، هو أساس الوجود البشري. والوجودية فلسفة، تنادي بمأساوية البنيان الكوني ولامنطقيته وكونه بعيدا عن متناول الانسان. أما أفكارها الاساسية فتتجاوب مع الأمزجة التي يولدها الواقع الرأسمالي (عدم الثقة بالغد، والهلع من المستقبل، والشعور بعدم الفائدة، وغيرها). ويرتبط انتقاد العلم لدى العديد من الوجوديين (مارسيل، بارت...) بالترويج المكشوف للآراء الدينية.

» الوجودية جون ماكورى