Anna of the five towns

آنا و المدن الخمسة: للكاتب ارنلد بينيت.
هذه الرواية تقص حكاية فتاة شابة ماتت أمها عندما كانت طفلة صغيرة. تزوج والدها الطاغي و البخيل من امرأة أخرى و رزق بفتاة منها. و لكن زوجته الثانية أيضا توفيت.
كانت آنا و التي تعمل كمدرسة في مدرسة الأحد الدينية تعتني بابيها و أختها و بأعمال المنزل. لقد عانت هذه الفتاة من معاملة أبيها السيئة.
هنري,وهو رجل جميل ذو سلطة قرر أن يتزوج آنا لأنه يعرف أنها ثرية. آمنت آنا في البداية بحب هنري و صدقت كل كلمة قالها و لكنها اكتشفت فيما بعد انه طاغ و مستبد تماما كوالدها. لم تستطع آنا رفضه بعد أن أقسمت ووعدت بالزواج من هذا الشخص السيء.
أما ويليام فهوشاب جميل و لكنه فقير. لقد أحب ويليامآنا كثيرا و لم يخبرها بحبه حتى نهاية الرواية و عندها لم تستطع آنا أن تحمي هذا الحب الطاهر. لذلك قرر ويليام أن ينتحر و لم يعرف احد هذه الحقيقة و ظنوا انه سافر إلى استراليا ليعمل هناك..

ما هي المدن الخمس؟؟؟
من هي آنا؟؟

تتحدث رواية آنا والمدن الخمس للكاتب الشهير (إينوخ) آرنولد بينيت في مجملها عن ثنائية المجتمع الرأسمالي الصناعي والرومانسية وما يترتب عليها من تأثيرات على الشخصيات نفسها وعلى علاقة الشخصيات ببعضها البعض. فليس إيفرايم تلرايت، والد آنا، إلا أحد أهم تجسيدات المجتمع الرأسمالي آنذاك فها نحن نراه يمارس أخبث الطرق وأسوأ العادات سواء كان مع أهل بيته أو مع من يتعامل معه من المستأجرين من البلدات الخمس، وأهمهم هنا، تيتس برايس.
وتتجلى الرومانسية هنا في شخصية آنا تلرايت، والتي استمدت روايتنا اسمها منها، تلك الفتاة اللطيفة التي تشعر بحب لم يكن واضحاً تماماً تجاه هنري ماينرز وإنما شيء يشبه حاجة الفتاة إلى من تحب. ولكنها تكتشف بعد فوات الأوان أنها كانت تحب شخصاً آخر دون أن تدري وهو ويلي الذي انتحر بعد افتضاح قضية تزوير الكمبيالة وسفره إلى أستراليا.
وليس لآنا، الشخصية المحورية في هذه الرواية، أي دراية بالأمور المصرفية وإدارة الأموال إلا أنها تجد نفسها منخرطة بصورة أو بأخرى في خضم عالم الأموال الذي لا تفقه فيه شيئاً وخصوصاً أن المال هو مالها ولكنها لا تملك حرية التصرف به بسبب ذلك البخيل، والدها إيفرايم تلرايت. أما الأخير فهو بدوره يمثل التسلط الأبوي بكل أبعاده ومفاهيمه وخاصة أن هوسه بالمال يفوق اهتمامه بفتاتيه بأشواط، فمبدؤه الأساسي يقول أن لرب المنزل من الحقوق ما يخوله ضرب مشاعر وكرامة أهل المنزل عرض الحائط إذا ما وجد أنه على حق ... وهو دائماً على حق.
وتبدو شخصية الحبيب هنري ماينرز جديرة بالإعجاب فهو لبق ولطيف، كما أنه رجل دين ورجل أعمال على حد سواء. يفصح عن حبه لآنا ويطلب يدها للزواج وليس ذلك من باب طمعه بثروتها لكن فرحته تكتمل عندما يعرف مآل هذه الثروة ومجموعها. ولكن حري بالقول إنه يستحق الإعجاب والتقدير.
أما أغنس أخت آنا فحالها حال آنا من حيث معاناتها من الاضطهاد الأبوي. يطيل بينيت وصفها مظهراً أنها خجولة ومحبة. وكذلك ويلي برايس، الشاب الخجول الذي لا يعرف كيف يبدي محبته لآنا ويعاني مثلها من سطوة والده وبرغم هذا، ومن أجل والده، نراه يزور الكمبيالة مع علمه أن هذا قد يودي به إلى السجن. ونتيجة لاجتماع الظروف القاهرة وتكالبها عليه، ينتحر تماماً كما فعل والده، تيتس برايس، مدير مدرسة الأحد الدينية، من قبله.
لقد استخدم بينيت أسلوبه التأثيري المتميز الذي يتسم بفرض التأثير المتبادل بين القارئ والشخصيات من خلال واقعيته، بل وإسهابه بها وخاصة في تصوير الشخصيات (أغنس في بداية الرواية، الفصل الأول)، والأحداث (مراحل تصنيع الأطباق في الفصل الثامن) وغيرها من الأمثلة الكثير.